صنف الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة الطهر العربي على أنه 'مهدد جدياً". وقد قامت بأرشفة الأعداد الرئيسية في بضعة مواقع ضمن نطاقها. والمناطق في التي وجد فيها في الإمارات هي وادي وريعة (الفجيرة) وجبل حفيت (أبو ظبي). أما أماكن تواجده الأخرى في عمان فهي وادي سرين والغامة وجبل قهوان وجبل سبته.
وقدرت أعداد حيوانات الطهر العربي حول العالم بأقل من 2000 في عام 1978 - ولكن هذا الرقم يحتاج إلى إعادة تقييم. ويحتضن وادي سرين في عمان بين 200 الى 300 من حيوانات الطهر العربي يقتصر تواجدها في منطقة واحدة محمية أما في الإمارات فتقدر أعداد الطهر العربي بأقل من 100 رأس.
هذه الأعداد الضئيلة والتوزيع المجزأ والعزلة جعلت الطهر العربي عرضة للتهديدات المختلفة مثل فقدان المواطن والصيد غير المشروع. ورغم أن هذا الحيوان يتمتع بحماية رسمية إلا أن هذا ذلك ليس فعالاً كالطريقة التقليدية السابقة للحفاظ عليه والمتمثلة بالحميات وهي مناطق تحكمها قبائل البدو.
ففي حين ساعدت الحميات على إنشاء مناطق محمية وخالية من الثروة الحيوانية حيث كان يتم قطع الأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات باليد، أدى التخلي عنها لاحقاً إلى خلق المزيد من الضغط وفقدان الموطن المناسب للطهر العربي.
وأكدت دراسة حديثة قامت بها جمعية الإمارات للحياة البرية التابعة للصندوق العالمي للحياة البرية انخفاض أعداد الحيوانات الجبلية في وادي وريعة (في الفجيرة). وأفاد بدو محليون إن مشاهداتهم للطهر العربي والنمر العربي والوشق وغزال الجبال قد قلت على مدى السنوات الـ 15 الماضية، إذ يعود آخر توثيق لوجود النمر العربي إلى عام 1999.
[وتسبب أعمال التنمية على ساحل الخليج العربي، وبشكل خاص عمليات التنقيب واستخراج المعادن، إلى إضافة المزيد من الخطر على الأنواع المهددة في الجبال القاحلة والتي قلت أعدادها بسبب الصيد الكثير وانتهاك مناطق تواجدها وأعمال الرعي الكثيفة واستخراج المياه للزراعة وتجزئة المواطن والجفاف.
أمل قائم
لا يزال الأمل قائماً بالنسبة للحياة البرية في جبال الإمارات العربية المتحدة الهشة. فقد شهدت الإمارات خلال الشتاء الماضي أمطاراً غزيرة كانت الأقوى منذ عقد من الزمن. وعرفت الجبال نتيجة لذلك نمواً في نباتاتها حيث امتدت مساحة خضراء من وادي حليو في الجنوب إلى دبا في الشمال.
ولم تعد الجبال تستخدم للرعي منذ الثمانينات بناء على أمر من حاكم الإمارات الراحل صاحب السمو الشيخ زايد لحماية نباتات الإمارات النادرة. والآن، تحفظ القطعان في مزارع مسيجه حيث يمكن تغذيتها بشكل أفضل وبتكلفة أقل. كما وصدر مؤخراً قانون في إمارة أبو ظبي لحماية أراضي الرعي.
[يحظر صيد الثدييات الكبيرة وبشكل رسمي في الإمارات ورغم ذلك ما زالت هناك أدلة على وجود الصيد الممنوع وقد شددت الحكومات المحلية والاتحادية على تنفيذ قرار حظر الصيد. وقد تم توثيق وجود النمر العربي في محافظة مصندم في شهر فبراير الماضي في حين يوجد تقارير عن أثار ومشاهدات منتظمة للغزال الجبلي والطهر العربي في مناطق وادي حليو ودبا.
إلى ذلك، من المرجح إعلان وادي وراية كأول المناطق الجبلية المحمية في الإمارات وبشكل رسمي. لذلك لا يزال للحياة البرية فرصة للتعافي من أخطاء الماضي. ولكن لإنقاذ الأعداد المتبقية من الطهر والنمور العربية حول العالم لا بد من وجود خطة لحماية المواطن الجبلية والحياة البرية على مستوى الدولة ومن خلال شبكة من المناطق المحمية. كما يجب إدراج متطلبات حماية المواطن الجبلية والحياة البرية في عمليات صنع القرار للمشاريع الإنمائية.
منقول